ثمة نوع من التعبير عن الذات في وسائل التواصل
وهو امتداد طبيعي للاستعراض الذي يحدث في الواقع
يحمل في طياته رغبة دقيقة في أن يُرى صاحبها بصورة معينة
رغبة لا تُعلن صراحة لكنها تؤثر في طريقة العرض والمضمون
قد يتجلّى الشكل الخارجي في منشور يحكي قصصًا وتجارب
أو صورة تبدو طبيعية لكنها مُعدّة بعناية
أو سردًا شخصيًا يبدو واضحًا ومباشرًا
لكن وراء هذا المشهد
تتكشف رغبة خفية في الاستعراض وبناء صورة محددة للذات
كأن الرسالة غير المعلنة تقول
"انظر إليّ، أنا هنا
أنا مميز، أنا قوي، أنا جميل
يمكن تسميته بالاستعراض الخفي
حيث لا يُقال الطلب صراحة
لكن يُبثّ عبر الكلمات والتلميحات
ويهدف لجذب الانتباه والإعجاب من دون إعلان مباشر
وهو ليس مكرًا
بل سلوك إنساني دقيق
ينبع من توقٍ عميق للمرئية، للاعتراف، للقبول
رغبة قد تظهر حتى عند من يظن أنه تحرّر منها
الاستعراض الخفي لا يُكشف بالكلمات
بل يُشعَر به
يظهر من خلال الذبذبة، من التوتر اللامرئي بين ما يُقال ولم يُقال
وليس الهدف من فهمه أن نُدين
بل أن نُبصر
كيف تتحرك الحاجات غير المعالَجة في داخلنا
وتظهر أحيانًا بوضوح يُخفي ضعفها، دون وعي